
يعتبر كوبري النيل بمنطقة جنوب حلوان (كفر العلو) أحد أهم وأضخم الأعمال الصناعية ضمن مشروع الخط الأول للقطار الكهربائي السريع (العين السخنة – العلمين – مطروح). يمثل هذا الكوبري حلقة الوصل الاستراتيجية التي تسمح لـ “قناة السويس الجديدة على قضبان” بعبور نهر النيل الخالد، ليربط بين محطة القاهرة الإقليمية شرق النيل ومحطة الجيزة الإقليمية غربه، معززاً بذلك مفهوم الربط الشامل بين الموانئ والمدن الجديدة.


تتجلى عبقرية التصميم في هذا الكوبري من خلال قدرته على استيعاب حركة القطارات السريعة بسرعات تصميمية تصل إلى 250 كم/ساعة. ويتميز المشروع بالآتي:
الطول والمساحة: يمتد الكوبري بطول إجمالي يصل إلى حوالي 2.5 كيلومتر، شاملاً المداخل والمخارج، ليضمن انسيابية الحركة فوق المجرى الملاحي للنيل ومنطقة كفر العلو المكتظة.
التحدي الهندسي: تم تنفيذ الكوبري باستخدام تقنيات خرسانية متطورة لمواجهة التحديات الجيولوجية والملاحية في منطقة جنوب حلوان، مع مراعاة الحفاظ على المجرى الملاحي للنهر دون عوائق.
التكامل مع الشبكة: يخدم الكوبري الخط الأول الذي يمتد لمسافة 660 كم، حيث يسهم في نقل الركاب والبضائع بكفاءة غير مسبوقة، مختصراً زمن الرحلات بين البحرين الأحمر والمتوسط إلى ساعات قليلة.


الأثر التنموي والبيئي
لا يقتصر دور كوبري “كفر العلو” على الجانب النظري للهندسة، بل يمتد أثره ليشمل:
خلق فرص عمل: شارك في تنفيذ الكوبري آلاف المهندسين والعمال المصريين تحت إشراف كبرى الشركات الوطنية.
دعم الاستدامة: كجزء من منظومة النقل الأخضر، يساهم الكوبري في تقليل الاعتماد على النقل البري الملوث للبيئة، مما يخفض من الانبعاثات الكربونية بشكل ملحوظ.
تطوير المنطقة المحيطة: أدى العمل في منطقة جنوب حلوان إلى تحسين البنية التحتية المحيطة وتسهيل حركة الانتقال للأهالي في مناطق كفر العلو وما جاورها.
إن كوبري النيل بجنوب حلوان ليس مجرد جسر خرساني، بل هو جسر نحو المستقبل، يثبت قدرة الدولة المصرية على تنفيذ مشروعات بنية تحتية تضاهي المستويات العالمية، وتضع مصر بقوة على خريطة النقل الذكي والمستدام.







